الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
قال السدي: عبدتها حمير وخزاعة، وقال غيره: أول من عبدها أبو كبشة رجل من خزاعة، أو هو سيدهم واسمه وخز بن غالب وكان المشركون يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم: ابن أبي كبشة شبهوه به لمخالفته قومه في عبادة الأصنام، وذكر بعضهم أنه أحد أجداده عليه الصلاة والسلام من قبل أمه وأنهم كانوا يزعمون أن كل صفة في المرء تسري إليه من أحد أصوله فيقولون نزع إليه عرق كذا، وعرق الخال نزاع، وقيل: هو كنية وهب بن عبد مناف جده صلى الله عليه وسلم من قبل أمه، وقولهم له عليه الصلاة والسلام ذلك على ما يقتضيه ظاهر القاموس لأنه صلى الله عليه وسلم في الشبه الخلقي دون المخالفة، وقيل: كنية زوج حليمة السعدية مرضعته عليه الصلاة والسلام، وقيل: كنية عم ولدها ولكونها عبدت من دونه عز وجل خصت بالذكر ليكون ذلك تجهيلًا لهم بجعل المربوب ربا، ولمزيد الاعتناء بذلك جيء بالجملة على ما نطق به النظم الجليل.ومن العرب من كان يعظمها ويعتقد تأثيرها في العالم ويزعمون أنها تقطع السماء عرضًا وسائر النجوم تقطعها طولًا ويتكلمون على المغيبات عند طلوعها ففي قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ} إشارة إلى نفي تأثيرها.{وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (50)} أي القدماء لأنهم أولى الأمم هلاكًا بعد قوم نوح كما قاله ابن زيد والجمهور، وقال الطبري: وصفت بالأولى لأن في القبائل {عَادًا} أخرى وهي قبيلة كانت بمكة مع العماليق وهم بنو لقيم بن هزال، وقال المبرد: عاد الأخرى هي ثمود، وقيل: الجبارون، وقيل: عاد الأولى ولد عاد بن إرم بن عوف بن سام بن نوح، وعاد الأخرى من ولد عاد الأولى، وفي (الكشاف) {الاولى} قوم هود والأخرى إرم، والله تعالى أعلم.وجوز أن يراد بالأولى المتقدمون الأشراف؛ وقرأ قوم {عاد الولي} بحذف الهمزة ونقل ضمها إلى اللام قبلها، وقرأ نافع وأبو عمرو {عادًا لولي} بإدغام التنوين في اللام المنقول إليها حركة الهمزة المحذوفة، وعاب هذه القراءة المازني والمبرد، وقالت العرب: في الابتداء بعد النقل الحمر، ولحمر فهذه القراءة جاءت على لحمر فلا عيب فيها، وأتى قالون بعد ضمة اللام بهمزة ساكنة في موضع الواو كما في قوله:
وكما قرأ بعضهم {على سؤقه} [الفتح: 29] وفيه شذوذ، وفي حرف أبيّ عاد غير مصروف للعلمية والتأنيث ومن صرفه فباعتبار الحي، أو عامله معاملة هند لكونه ثلاثيًا ساكن الوسط.{وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (51)}.{وَثَمُودَاْ} عطف على {عَادًا} [النجم: 50] ولا يجوز أن يكون مفعولًا لأبقى في قوله تعالى: {فَمَا أبقى} لأن ما النافية لها صدر الكلام والفاء على ما قيل: مانعة أيضًا فلا يتقدم معمول مابعدها، وقيل: هو معمول لأهلك مقدر ولا حاجة إليه، وقرأ عاصم وحمزة {ثمود} بلا تنوين ويقفان بغير ألف والباقون بالتنوين ويقفون بالألف، والظاهر أن متعلق {أبقى} يرجع إلى عاد وثمود معًا أي فما أبقى عليهم، أي أخذهم بذنوبهم، وقيل: أي ما أبقى منهم أحدًا، والمراد ما أبقى من كفارهم.{وَقَوْمَ نُوحٍ} عطف على {عَادًا} أيضًا {مِن قَبْلُ} أي من قبل إهلاك عاد وذثمود، وصرح بالقبلية لأن نوحًا عليه الصلاة والسلام آدم الثاني وقومه أول الطاغين والهالكين.{إِنَّهُمْ كَانُواْ هُمْ أَظْلَمَ وأطغى} أي من الفريقين حيث كانوا يؤذونه ويضربونه حتى لا يكاد يتحرك وكان الرجل منهم يأخذ بيد ابنه يتمشى به إليه يحذره منه ويقول: يا بني إن أبي مشى بي إلى هذا وأنا مثلك يومئذ فإياك أن تصدقه فيموت الكبير على الكفر وينشأ الصغير على وصية أبيه ولم يتأثروا من دعائه وقد دعاهم ألف سنة إلا خمسين عامًا، وقيل: ضمير {أَنَّهُمْ} يعود على جميع من تقدم عاد، وثمود وقوم نوح أي كانوا أظلم من قريش وأطغى منهم، وفيه من التسلية للنبي عليه الصلاة والسلام ما لا يخفى، و{هُمْ} يجوز أن يكون تأكيدًا للضمير المنصوب ويجوز أن يكون فصلًا لأنه واقع بين معرفة وأفعل التفضيل، وحذف المفضول مع الواقع خبرًا لكان لأنه جار مجرى خبر المبتدأ وحذفه فصيح فيه فكذلك في خبر كان.{والمؤتفكة} هي قرى قوم لوط سميت بذلك لأنها ائتفكت بأهلها أي انقلبت بهم، ومنه الإفك لأنه قلب الحق، وجوز أن يراد بالمؤتفكة كل ما انقلبت مساكنه ودثرت أماكنه.وقرأ الحسن {والمؤتفكات} جمعًا {أهوى} أي أسقطها إلى الأرض بعد أن رفعها على جناح جبيريل عليه السلام إلى السماء، وقال المبرد: جعلها تهوى.والظاهر أن أهوى ناصب للمؤتفكة وأخر العامل لكونه فاصلة، وجوز أن يكون المؤتفكة معطوفًا على ما قبله و{أهوى} مع فاعله جملة في موضع الحال بتقدي قد، أو بدونه توضح كيفية إهلاكهم.{فغشاها مَا غشى} فيه تهويل للعذاب وتعميم لما أصابهم منه لأن الموصول من صيغ العموم العموم والتضعيف في غشاها يحتمل أن يكون للتعدية فيكون {مَا} مفعولًا ثانيًا والفاعل ضميره تعالى، ويحتمل أن يكون للتكثير والمبالغة ف {مَا} هي الفاعل.{فَبِأَىّ الاء رَبّكَ تتمارى} تتشكك والتفاعل هنا مجرد عن التعدد في الفاعل والمفعول للمبالغة في الفعل، وقيل: إن فعل التماري للواحد باعتبار تعدد متعلقه وهو الآلاء المتماري فيها، والخطاب قيل: لرسول الله صلى الله عليه وسلم على أنه من باب الإلهاب والتعريض بالغير، وقيل: للإنسان على الإطلاق وهو أظهر والاستفهام للإنكار، والآلاء جمع إلى النعم، والمراد به ما عد في الآيات قبل وسمي الكل بذلك مع أن منه نقمًا لما في النقم من العبر والمواعظ للمعتبرين والانتفاع للأنبياء والمؤمنين فهي نعم بذلك الاعتبار أيضًا، وقيل: التعبير بالآلاء للتغليب وتعقب بأن المقام غير مناسب له، وقرأ يعقوب وابن محيصن ربك {تمارى} بتاء مشددة.{هذا نَذِيرٌ مّنَ النذر الأولى} الإشارة إلى القرآن.وقال أبو مالك: إلى الأخبار عن الأمم، أو الإشارة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، والنذير يجيء مصدرًا ووصفًا، والنذر جمعه مطلقًا وكل من الأمرين محتمل هنا، ووصف {النذر} جمعًا للوصف بالأولى على تأويل الفرقة، أو الجماعة، واختير على غيره رعاية للفاصلة، وأيًا مّا كان فالمراد {هذا نَذِيرٌ مّنَ} جنس {النذر الاولى}.وفي (الكشف) أن قوله تعالى: {هذا نَذِيرٌ} الخ فذلكة للكلام إما لما عدد من المشتمل عليه الصحف وإما لجميع الكلام من مفتتح السورة فتدبر ولا تغفل. اهـ. .قال ابن عاشور: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42)}.القول في موقعها كالقول في موقع جملة {وأن سعيه سوف يرى} [النجم: 40] سواءً، فيجوز أن تكون هذه الجملة معطوفة على جملة {وأن سعيه سوف يرى} فتكون تتمة لما في صحف موسى وإبراهيم، ويكونَ الخطاب في قوله: {إلى ربك} التفاتًا من الغيبة إلى الخطاب والمخاطب غيرُ معينّ فكأنه قيل: وأن إلى ربه المنتهى، وقد يكون نظيرها من كلام إبراهيم ما حكاه الله عنه بقوله: {وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين} [الصافات: 99].ويجوز أنها ليست مما اشتملت عليه صحف موسى وإبراهيم ويكون عطفُها عطفَ مفرد على مفرد، فيكون المصدر المنسبك من {أنّ} ومعمولها مدخولًا للباء، أي لم ينبأ بأن إلى ربك المنتهى، والخطاب للنبيء صلى الله عليه وسلم وعليه فلا نتطلب لها نظيرًا من كلام إبراهيم عليه السلام.ومعنى الرجوع إلى الله الرجوع إلى حكمه المحض الذي لا تلابسه أحكامٌ هي في الظاهر من تصرفات المخلوقات مما هو شأن أمور الدنيا، فالكلام على حذف مضاف دل عليه السياق.والتعبير عن الله بلفظ {ربك} تشريف للنبيء صلى الله عليه وسلم وتعريض بالتهديد لمكذبيه لأن شأن الرب الدفاع عن مربوبه.وفي الآية معنى آخر وهو أن يكون المنتهى مجازًا عن انتهاء السير، بمعنى الوقوف، لأن الوقوف انتهاء سير السائر، ويكون الوقوف تمثيلًا لحال المطيع لأمر الله تشبيهًا لأمر الله بالحَد الذي تحدد به الحَوائط على نحو قول أبي الشيص:كما عبر عن هذا المعنى بالوقوف عند الحد في قوله تعالى: {تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون} [البقرة: 229].والمعنى: التحذير من المخالفة لما أَمَر الله ونَهى.وفي الآية معنى ثالث وهو انتهاء دلالة الموجودات على وجودِ الله ووحدانيتِه لأن الناظر إلى الكائنات يعلم أن وجودها ممكن غير واجب فلابد لها من موجود، فإذا خَيَّلت الوسوسة للناظر أن يفرض للكائنات موجدًا مما يبدو له من نحو الشمس أو القمر أو النار لما يرى فيها من عِظم الفاعلية، لم يلبَث أن يظهر له أن ذلك المفروض لا يخلو عن تَغير يدل على حدوثه فلابد له من مُحدث أوْجَدَهُ فإذا ذهب الخيال يسلسل مفروضات الإِلهية (كما في قصة إبراهيم {فلما جنّ عليه الليل رأى كوكبًا قال هذا ربي} [الأنعام: 76] الآيات) لم يجد العقل بُدًا من الانتهاء إلى وجوب وُجودِ صَانع لممكنات كلها، وجودُه غيرُ ممكن بل واجب، وأن يكون متصفًا بصفات الكمال وهو الإِله الحق، فالله هو المنتهى الذي ينتهي إليه استدلال العقل، ثم إذا لاح له دليل وجود الخالق وأفضى به إلى إثبات أنه واحد لأنه لو كان متعدّدًا لكان كلٌّ من المتعدد غيرَ كامل الإِلهية إذ لا يتصرف أحد المتعدِد فيما قد تصرف فيه الآخر، فكان كل واحد محتاجًا إلى الآخر ليرضى بإقراره على إيجاد ما أوجده، وإلا لقدر على نقض ما فعله، فيلزم أن يكون كل واحد من المتعدد محتاجًا إلى من يسمح له بالتصرف، قال تعالى: {وما كان معه من إله إذًا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض} [المؤمنون: 91] وقال: {قل لو كان معه آلهة كما تقولون إذًا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلًا} [الإسراء: 42] وقال: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} [الأنبياء: 22] فانتهى العقل لا محالة إلى منتهى.{وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43)}.انتقال من الاعتبار بأحوال الآخرة إلى الاعتبار بأحوال الحياة الدنيا وضمير {هو} عائد إلى {ربك} من قوله: {وأن إلى ربك المنتهى} [النجم: 42].والضحك: أثر سرور النفس، والبكاء: أثر الحزن، وكل من الضحك والبكاء من خواص الإِنسان وكلاهما خلق عجيب دال على انفعال عظيم في النفس.وليس لبقية الحيوان ضحك ولا بكاء وما ورد من إطلاق ذلك على الحيوان فهو كالتخيل أو التشبيه كقول النابغة: ولا يخلو الإِنسان من حالي حزن وسرور لأنه إذا لم يكن حزينًا مغمومًا كان مسرورًا لأن الله خلق السرور والانشراح ملازمًا للإِنسان بسبب سلامة مزاجه وإدراكه لأنه إذا كان سالمًا كان نشيط الأعصاب وذلك النشاط تنشأ عنه المسرة في الجملة وإن كانت متفاوتة في الضعف والقوة، فذكر الضحك والبكاء يفيد الإحاطة بأحوال الإِنسان بإيجاز ويرمز إلى أسباب الفرح والحزن ويذكر بالصانع الحكيم، ويبشر إلى أن الله هو المتصرف في الإنسان لأنه خلق أسباب فرحه ونكده وألهمه إلى اجتلاب ذلك بما في مقدوره وجعل حدًا عظيمًا من ذلك خارجًا عن مقدور الإِنسان وذلك لا يمتري فيه أحد إذا تأمل وفيه ما يرشد إلى الإِقبال على طاعة الله والتضرع إليه ليقدّر للناس أسباب الفرح، ويدفع عنهم أسباب الحزن وإنما جرى ذكر هذا في هذا المقام لمناسبة أن الجزاء الأوفى لسعي الناس: بعضه سارٌّ لفريق وبعضه محزن لفريق آخر.وأفاد ضمير الفصل قصرًا لصفة خلق أسباب الضحك والبكاء على الله تعالى لإِبطال الشريك في التصرف فتبطل الشركة في الإِلهية، وهو قصر إفراد لأن المقصود نفي تصرف غير الله تعالى وإن كان هذا القصر بالنظر إلى نفس الأمر قصرًا حقيقيًا لإِبطال اعتقاد أن الدهر متصرف.وإسناد الإِضحاك والإِبكاء إلى الله تعالى لأنه خالق قوتي الضحك والبكاء في الإِنسان، وذلك خلق عجيب ولأنه خالق طبائع الموجودات التي تجلب أسباب الضحك والبكاء من سرور وحزن.ولم يذكر مفعول {أضحك وأبكى} لأن القصد إلى الفعلين لا إلى مفعوليهما فالفعلان منزلان منزلة اللازم، أي أوجد الضحك والبكاء.ولما كان هذا الغرض من إثبات انفراد الله تعالى بالتصرف في الإِنسان بما يجده الناس في أحوال أنفسهم من خروج أسباب الضحك والبكاء عن قدرتهم تعين أن المراد: أضحك وأبكى في الدنيا، ولا علاقة لهذا بالمسرة والحزن الحاصلين في الآخرة.وفي الاعتبار بخلق الشيء وضده إشارة إلى دقائق حكمة الله تعالى.وفي هذه الآية محسن الطباق بين الضحك والبكاء وهما ضدان.وتقديم الضحك على البكاء لأن فيه امتنانًا بزيادة التنبيه على القدرة وحصل بذلك مراعاة الفاصلة.وموقع هذه الجملة في عطفها مثل موقع جملة {وأن سعيه سوف يرى} [النجم: 40] في الاحتمالين، فإن كانت مما شملته صحف إبراهيم كانت حكاية لقوله: {وإذا مرضت فهو يشفين} [الشعراء: 80].{وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (44)}.انتقل من الاعتبار بانفراد الله بالقدرة على إيجاد أسباب المسرة والحزن وهما حالتان لا تخلو عن إحداهما نفس الإِنسان إلى العبرة بانفراده تعالى بالقدرة على الإِحياء والإِماتة، وهما حالتان لا يخلو الإِنسان عن إحداهما فإن الإِنسان أول وجوده نطفة ميتة ثم علقة ثم مضغة (قطعة ميتة وإن كانت فيها مادة الحياة إلا أنها لم تبرز مظاهر الحياة فيها) ثم ينفخ فيه الروح فيصير إلى حياة وذلك بتدبير الله تعالى وقدرته.ولعل المقصود هو العبرة بالإِماتة لأنها أوضح عبرة وللرد عليهم قولهم: {وما يهلكنا إلا الدهر} [الجاثية: 24]، وأن عطف {وأحيا} تتميم واحتراس كما في قوله: {الذي خلق الموت والحياة} [الملك: 2].ولذلك قدم {أمات على أحيا} مع الرعاية على الفاصلة كما تقدم في {أضحك وأبكى} [النجم: 43].وموقع الجملة كموقع جملة {وأن سعيه سوف يرى} [النجم: 40].فإن كان مضمونها مما شملته صحف إبراهيم كان المحكي بها من كلام إبراهيم ما حكاه الله عنه بقوله: {والذي يميتني ثم يحيين} [الشعراء: 81].وفعلا {أمات وأحيا} منزلان منزلة اللازم كما تقدم في قوله: {وأنه هو أضحك وأبكى} [النجم: 43] إظهارًا لبديع القدرة على هذا الصنع الحكيم مع التعريض بالاستدلال على كيفية البعث وإمكانه حيث أحاله المشركون، وشاهدُه في خلق أنفسهم.وضمير الفصل للقصر على نحو قوله: {وأنه هو أضحك وأبكى} [النجم: 43] ردًا على أهل الجاهلية الذين يسندون الإِحياء والإِماتة إلى الدهر فقالوا {وما يهلكنا إلا الدهر} [الجاثية: 24].فليس المراد الحياة الآخرة لأن المتحدث عنهم لا يؤمنون بها، ولأنها مستقبلة والمتحدث عنه ماض.وفي هذه الآية محسن الطباق أيضًا لما بين الحياة والموت من التضاد.{وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46)}.
|